اسم الكتاب: مصر والقضية الفلسطينية قبل عام 1936م
اسم المؤلف: عبدالفتاح العويسي
اسم الناشر: دار الحسن للطباعة والنشر – الخليل
عام النشر: 1992
تعريف:
هذا الكتاب له أهمية قصوى حيث أنه تناول موضوع القضية الفلسطينية التي تعد بوصلة القضايا أكبرها وأقدمها، فهي قضية المسلمين في الحاضر والمستقبل، لذا شغلت بال العامة والخاصة من العلماء والأحزاب والحكومات في العالم الإسلامي، لدورها المحوري في تاريخ الأمة المعاصر.
فالكتاب استعرض القضية الفلسطينية في فصلين: الأول ناقش موقف مصر بتياراتها المختلفة والمتعددة والمتمثلة في الحكومة ورجال السياسة والأحزاب والصحافة من القضية. إذ الكثير منهم لم يبد أي اهتمام بالقضية، بل رفعوا شعار القومية المصرية، باعتبار مشروع الوحدة ضربا من الخيال، ورفضوا النداءات الداعية إلى نصرة القضية بحجة أنها قضية سياسية تتعدى السلطة. فقد كان للحكومة المصرية آنذاك مواقف مناوئة من خلال كبح جماح التأييد المصري للفلسطينيين والصحافة لعبت دورا كبيرا في هذا الكبح. أما السياسة الداخلية فقد كان لها الدور الفعال في تشكيل هذا الموقف الذي تمحور حول القصر باعتباره مركز القوة الرئيسي، وكذا السياسة البريطانية التي عملت على عزل مصر وتقييدها داخل حدودها وعزلها عن الشام كأول خطوة لتجزئة البلاد العربية. وبالتالي نمو الاتجاه الذي نادى بالقومية المصرية. أمام سعي الحركة الوطنية المصرية إلى الاستقلال عن بريطانيا برز الموقف السلبي لها تجاه القضية معللة ذلك بأن توسيع الجهود يقف حاجزا أمام تحقيق الاستقلال والسيادة.
كل هذه العوامل ساهمت في تهيئة النشاطات الصهيونية في مصر، فأصبح لها منابر تتحدث باسمها هادفة من ورائها إلى توثيق العلاقة وتسهيل التعاون فيما بينهم للحيولة دون تأييد مصر لفلسطين، وعزلها عن العالم العربي وشؤونه. فقد كانت مصر حكومة وحركة وقاعدة جماهيرية منعزلة عن الأحداث التي وصلت ذروتها في ثورة فلسطين، فلم يكن لها أي تأثير عليها.
أما الفصل الثاني فركز على حركة الإخوان المسلمين وموقفها من القضية الفلسطينية، التي كان لها دور مخالف تماما للحكومة آنذاك، فقد ساهمت بمواقفها وتصوراتها لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، بإخراج مبادئها من دائرة النظرية إلى ساحة التطبيق العملي وكانت فلسطين هي موضوع الاختبار. فقد ناصروا القضية ماديا وأدبيا بالدعاية والخطابة والنشر وتوسيع النشاطات وعقد المؤتمرات لتوجيه الرأي العام الإسلامي إلى المشكلة بعد حصرها حدوديا وعزلها عن محيطها العربي، وقد عبرت الجمعية عن موقفها هذا بصور وأشكال مختلفة، منها تأسيس جريدة الإخوان -المرآة التي تعكس حقيقة ما يحدث في فلسطين من الاستيلاء على أراضيها من اليهود، وتسهيل الهجرة إليها-. كما استغلوا كل المناسبات الإسلامية للتذكير بالقضية، والعمل على توسيع عمل الجمعية من خلال الزيارة إلى فلسطين وسوريا ولبنان، لامتدادها إلى معظم البلدان العربية والإسلامية، وهذا ما جعل لها أهمية كبيرة كقوة عسكرية وسياسية واجتماعية وشعبية في الداخل والخارج، أبرزت من خلاله الدور الكبير في نشر الصورة الحقيقة للقضية الفلسطينية وإخراجها من العزلة إلى العالمية، هادفة من وراء ذلك إلى تحقيق الوحدة بين البلدان العربية. وهذا دلالة واضحة على مكانة فلسطين في فكرهم ومعتقدهم ومبادئهم.
رابط التنزيل: EgyptandthePalestinianquestionbefore1936
أحدث التعليقات